ذباب أَخضر
ألمشهد هُوَ هُو. صيفٌ وعَرَقٌ , وخيال
يعجز عن رؤية ما وراء الأفق . واليوم أفضلُ من الغد . لكنَّ القتلى هم الذين يتجدّدون . يُولَدُون كُلَّ يوم . وحين يحاولون النوم يأخذهم القتلُ من نعاسهم إلى نومٍ بلا أحلام . لا قيمة للعدد . ولا أَحد
يطلب عوناً من أحد. أصوات تبحث عن
كلمات في البرية ، فيعود الصدى واضحاً جارحاً : لا أَحد . لكن ثمَّـةَ من يقول: ((من حق القاتل أن يدافع عن غريزة القتل . أمَّا القتلى فيقولون متأخرين : من حق الضحية أن تدافع عن حَـقِّها في الصراخ)) . يعلو الأذان صاعداً من وقت الصلاة إلي جنازات متشابهة : توابيتُ مرفوعةٌ على عجل ، تدفن علي عجل... إذ لا وقت لإكمال الطقوس ، فإنَّ قتلي آخرين قادمون ، مسرعين ، من غاراتٍ أخرى . قادمون فُرَادي أو جماعات... أو عائلةً واحدةً لا تترك وراءها أيتاماً وثكالي . السماء رماديَّةٌ رصاصية ، والبحر رماديٌّ أزرق . أَمَّا لون الدم فقد حَجَبَتْهُ عن الكاميرا أَسرابٌ من ذباب أَخضر ! |
إرسال تعليق