موضوع تعبير عن حياة ابى
هريرة
أبو
هُرَيْرَة عبد الرحمن بن صخر الدوسي (المتوفي سنة 59 هـ/678م) صحابي محدث وفقيه وحافظ أسلم سنة 7 هـ، ولزم النبي محمد، وحفظ الحديث عنه، حتى أصبح
أكثر الصحابة روايةً وحفظًا للحديث النبوي.[1] لسعة حفظ أبي هريرة، التفّ
حوله العديد من الصحابة والتابعين من طلبة الحديث النبوي الذين
قدّر البخاري عددهم بأنهم جاوزوا الثمانمائة ممن رووا عن أبي هريرة.[2][3] كما يعد أبو هريرة واحدًا من
أعلام قُرّاء الحجاز،[4] حيث تلقّى القرآن عن النبي محمد، وعرضه على أبي بن كعب،[5] وأخذ عنه عبد الرحمن بن
هرمز.[6] تولى أبو هريرة ولاية البحرين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، كمل تولى إمارة المدينة من سنة 40 هـ حتى سنة 41 هـ.[7] وبعدها لزم المدينة المنورة يُعلّم الناس الحديث النبوي،
ويُفتيهم في أمور دينهم، حتى وفاته سنة 599 هـ.
إسلامه وهجرته للمدينة
خدمة أبي هريرة للنبي محمد
وأهل بيته
ومن
وقت وصول أبي هريرة إلى المدينة، لزم المسجد النبوي في أهل الصفة الذين لم يكن لهم مأوى ولا
أهل، وأمضى أربع سنين في معيّة النبي محمد،[2][15] انقطع فيها عن الدنيا ليلازم
النبي محمد، عاش فيها حياة المساكين، يدور معه في بيوت نسائه ويخدمه ويغزو معه ويحجّ،
فشهد معه فتح مكة،[16] وأصبح أعلم الناس بحديثه،
فكان السابقون من الصحابة كعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير يسألونه عن الحديث، لمعرفتهم
ملازمة أبي هريرة للنبي محمد،[17] فتمكّن أبو هريرة في تلك
الفترة من استيعاب قدر كبير من أحاديث النبي محمد وأفعاله، ساعده على ذلك قُدرته
الكبيرة على الحفظ. امتاز أبو هريرة في تلك الفترة بالجراءة على سؤال النبي محمد
عن أشياء لا يسأله عنها غيره،[18][19] وقد أوكل النبي محمد له بعض
الأعمال كحفظ أموال زكاة رمضان،[20] كما بعثه النبي محمد مؤذّنًا
مع العلاء بن الحضرمي حين بعث النبي محمد العلاء
واليًا على البحرين.[21]
في عهد الخلفاء الراشدين
وبعد
وفاة النبي محمد، شارك أبو هريرة في عهد أبي بكر الصديق في حروب الردة،[22] كما شارك في الفتح الإسلامي لفارس في عهد عمر بن الخطاب،[23] ثم استعمله عمر واليًا على البحرين، فقدم من ولايته عليها إلى المدينة بعشرة
آلاف، فاتهمه عمر في تلك الأموال، فأنكر أبو هريرة اغتصابه لتلك الأموال، وقال له
بأنها نتاج خيله، ومن تجارته في الغلال، وما تجمّع له من أُعطيات. فتقصّى عُمر
الأمر، فتبيّن له صدق مقولة أبي هريرة. أراد عُمر بعدئذ أنه يُعيد أبي هريرة إلى
ولايته على البحرين، فأبى أبو هريرة، وامتنع.[24][1][25] بعد ولايته تلك، أقام أبو
هريرة في المدينة المنورة يُحدّث طلاب الحديث، ويُفتي الناس في أمور دينهم،
وفاته
تعددت
الروايات في تاريخ وفاة أبي هريرة، فقال هشام بن عروة أن أبا هريرة وعائشة توفيا سنة 57 هـ، وأيّد هذا
التاريخ علي بن المديني ويحيى بن بكير وخليفة بن خياط، بينما قال الهيثم بن عدي بأنه توفي سنة 58 هـ، فيما
قال الواقدي وأبو عبيد وأبو عمر الضرير أنه مات سنة
59 هـ، وزاد الواقدي أن عمره يومها كان 78 سنة، وأن أبا هريرة هو من صلى على عائشة
في رمضان سنة 58 هـ، وعلى أم سلمة في شوال سنة 59 هـ، ثم توفي
بعد ذلك في نفس السنة.[28][29] كانت وفاة أبي هريرة في وادي العقيق، وحمل بعدها إلى المدينة،[1] حيث صلى عليه الوليد بن عتبة أمير المدينة المنورة وقتئذ
بعد صلاة العصر، وشيعه عبد الله بن عمر وأبو سعيد الخدري، ودُفن بالبقيع.[5] وقد أوصى أبو هريرة حين حضره
الموت، فقال: «إذا مت فلا تنوحوا عليّ، لا تضربوا عليّ
فسطاطا، ولا تتبعوني بمجمرة، وأسرعوا بي».[27] كما كانت له قبل وفاته دارًا
في ذي الحليفة، تصدق بها على مواليه.[2][3] وقد كتب الوليد بن عتبه إلى
الخليفة معاوية بن أبي سفيان يُنبأه بموت أبي هريرة، فكتب
معاوية إليه يأمره بأن يحصي ورثة أبي هريرة، وأن يمنحهم عشرة آلاف درهم، وأن يُحسن
جوارهم.[5][27]
إرسال تعليق