قصة عن الاخلاق الحميدة
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالساً للقضاء وعنده أهل الرأي والعلم من كبار الصحابة إذ أقبل شاب قد تعلق به اثنان، وجذباه بعمامة في عنقه، وأوقفاه بين يدي أمير المؤمنين.. فأمر عمر بالكف عنه، وقال: ما قصتكما
معه؟
قالا: خرج والدنا إلى حديقة له ليتنزه، فقتله هذا الشاب.
فنظر عمر إلى الشاب نظرة مرهبة، وقال: قد سمعت دعواهما فما هو جوابك؟وكان الغلام ثابت الجنان
فقال: جئت يا أمير المؤمنين إلى هذا البلد، بنياق لي، فندّ بعضها إلى حديقة أبيهما، وقد تجاوز شجرها الحائط، فتناولته ناقة بمشفرها، فطردتها عن تلك الحديقة وإذا شيخ قد برز وفي يده حجر، فضرب به الناقة فقتلها، فتناولت الحجر عينه، وضربته به فمات، هذه قصتي،
فقال له عمر: أما وقد اعترفت بما اقترفت، فقد وجب عليك القصاص.
فقال الشاب: رضيت، لكن إن رأيت أن تؤخر في ثلاثة أيام حتى أؤدي أمانتي فذاك لك، فإن لي مالاً مدفوناً خص به أبي قبل موته أخي الصغير، ولا أحد يعلم به غيري، فأريد أن أسلمه إليه ثم أعود إليك، وافياً بالعهد، وإن من الحاضرين من يضمني على كلامي هذا، وتفرّس الشاب في وجوه من في المجلس، وأشار إلى أبي ذر رضي الله عنه، وقال: هذا يضمني.
فقال أبو ذر: أنا أضمنه يا أمير المؤمنين إلى ثلاثة أيام، فرضي عمر بذلك،
وأذن للشاب بالانصراف.
وكادت تنقضي مدة الإمهال ولم يحضر الشاب
فقال الخصمان: يا أبا ذر لن نبرح مكاننا، حتى تأتينا به للأخذ بثأر أبينا، وقال عمر: والله إن تأخر هذا الغلام عن موعده لأقضين فيك يا أبا ذر.
وبينما الناس يموجون حزناً على أبي ذر، إذ أقبل الشاب، وجهه يتصب عرقاً،
فقال: قد أسلمت الصبي إلى أخواله، وأطلعتهم على ماله، ثم اقتحمت هاجرة الحر، وفيت وفاء الحر.
فتعجب الناس من صدقه، وفائه وإقدامه على الموت، وقال بعضهم: ما أكرمك من شاب وفيّ.
فقال الشاب: إنما وفيت كي لا يقال ذهب الوفاء بين الناس، والله قد أمر الوفاء بالعهد، ولن نبتعد عن أمر الله.
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالساً للقضاء وعنده أهل الرأي والعلم من كبار الصحابة إذ أقبل شاب قد تعلق به اثنان، وجذباه بعمامة في عنقه، وأوقفاه بين يدي أمير المؤمنين.. فأمر عمر بالكف عنه، وقال: ما قصتكما
معه؟
قالا: خرج والدنا إلى حديقة له ليتنزه، فقتله هذا الشاب.
فنظر عمر إلى الشاب نظرة مرهبة، وقال: قد سمعت دعواهما فما هو جوابك؟وكان الغلام ثابت الجنان
فقال: جئت يا أمير المؤمنين إلى هذا البلد، بنياق لي، فندّ بعضها إلى حديقة أبيهما، وقد تجاوز شجرها الحائط، فتناولته ناقة بمشفرها، فطردتها عن تلك الحديقة وإذا شيخ قد برز وفي يده حجر، فضرب به الناقة فقتلها، فتناولت الحجر عينه، وضربته به فمات، هذه قصتي،
فقال له عمر: أما وقد اعترفت بما اقترفت، فقد وجب عليك القصاص.
فقال الشاب: رضيت، لكن إن رأيت أن تؤخر في ثلاثة أيام حتى أؤدي أمانتي فذاك لك، فإن لي مالاً مدفوناً خص به أبي قبل موته أخي الصغير، ولا أحد يعلم به غيري، فأريد أن أسلمه إليه ثم أعود إليك، وافياً بالعهد، وإن من الحاضرين من يضمني على كلامي هذا، وتفرّس الشاب في وجوه من في المجلس، وأشار إلى أبي ذر رضي الله عنه، وقال: هذا يضمني.
فقال أبو ذر: أنا أضمنه يا أمير المؤمنين إلى ثلاثة أيام، فرضي عمر بذلك،
وأذن للشاب بالانصراف.
وكادت تنقضي مدة الإمهال ولم يحضر الشاب
فقال الخصمان: يا أبا ذر لن نبرح مكاننا، حتى تأتينا به للأخذ بثأر أبينا، وقال عمر: والله إن تأخر هذا الغلام عن موعده لأقضين فيك يا أبا ذر.
وبينما الناس يموجون حزناً على أبي ذر، إذ أقبل الشاب، وجهه يتصب عرقاً،
فقال: قد أسلمت الصبي إلى أخواله، وأطلعتهم على ماله، ثم اقتحمت هاجرة الحر، وفيت وفاء الحر.
فتعجب الناس من صدقه، وفائه وإقدامه على الموت، وقال بعضهم: ما أكرمك من شاب وفيّ.
فقال الشاب: إنما وفيت كي لا يقال ذهب الوفاء بين الناس، والله قد أمر الوفاء بالعهد، ولن نبتعد عن أمر الله.
إرسال تعليق