مواضيع مهمة

اعلان

بالصوت والصورة

24 ساعة

مشاكل وحلول

الاثنين، 27 فبراير 2017

أين أنت أيها الاحمق الغالي ؟ / شعر غادة السمان

أين أنت أيها الاحمق الغالي ؟



ضيعتني لأنك أردت امتلاكي ! ....



* * *



ضيعتَ قدرتنا المتناغمة على الطيران معاً



وعلى الإقلاع في الغواصة الصفراء ...



* * *



أين أنت ؟



ولماذا جعلت من نفسك خصماً لحريتي ،



واضطررتني لاجتزازك من تربة عمري ؟



* * *



ذات يوم ،



جعلتك عطائي المقطر الحميم ...



كنت تفجري الأصيل في غاب الحب ،



دونما سقوط في وحل التفاصيل التقليدية التافهة ..



* * *



ذات يوم ،



كنتُ مخلوقاً كونياً متفتحاً



كلوحة من الضوء الحي ...



يهديك كل ما منحته الطبيعة من توق وجنون ،



دونما مناقصات رسمية ،



أو مزادات علنية ،



وخارج الإطارات كلها ...



* * *



لماذا أيها الأحمق الغالي



كسرت اللوحة ،



واستحضرت خبراء الإطارات ؟



* * *



أنصتُ إلى اللحن نفسه



وأتذكرك ...



يوم كان رأسي



طافياً فوق صدرك



وكانت اللحظة ، لحظة خلود صغيرة



وفي لحظات الخلود الصغيرة تلك



لا نعي معنى عبارة "ذكرى" ..



كما لا يعي الطفل لحظة ولادته ،



موته المحتوم ذات يوم ...



* * *



حاولت ان تجعل مني



أميرة في قصرك الثلجي



لكنني فضلت أن أبقى



صعلوكة في براري حريتي ...



* * *



آه أتذكرك ،



أتذكرك بحنين متقشف ...



لقد تدحرجت الأيام كالكرة في ملعب الرياح



منذ تلك اللحظة السعيدة الحزينة ...



لحظة ودعتك



وواعدتك كاذبة على اللقاء



وكنت أعرف انني أهجرك .



* * *



لقد تدفق الزمن كالنهر



وضيعتُ طريق العودة إليك



ولكنني ، ما زلت أحبك بصدق ،



وما زلت أرفضك بصدق ...



* * *



لأعترف !



أحببتك أكثر من أي مخلوق آخر ...



وأحسست بالغربة معك ،



أكثر مما أحسستها مع أي مخلوق آخر ! ...



معك لم أحس بالأمان ، ولا الألفة ،



معك كان ذلك الجنون النابض الأرعن



النوم المتوقد .. استسلام اللذة الذليل ...



آه اين أنت ؟



وما جدوى أن أعرف ،



إن كنتُ سأهرب إلى الجهة الأخرى



من الكرة الأرضية ؟ ...



* * *



وهل أنت سعيد ؟



أنا لا .



سعيدة بانتقامي منك فقط .



* * *



وهل أنت عاشق ؟



أنا لا .



منذ هجرتك ،



عرفت لحظات من التحدي الحار



على تخوم الشهوة ...



* * *



وهل أنت غريب ؟



أنا نعم .



أكرر : غريبة كنت معك ،



وغريبة بدونك ،



وغريبة بك إلى الأبد .

إرسال تعليق

 
copyright © 2013 مدونة معلوماتى
GooPlz Blogger Template Download. Powered byBlogger blogger templates