صانع القبعات المجنون..من أين جاء ؟
- رائعة " لويس كارل " ..رواية ( أليس في بلاد العجائب ) عام 1865 تُعد من أشهر وأهم روايات أدب الأطفال , ومن أشهر شخصيات ( أليس في بلاد العجائب
) .. " صانع القبعات المجنون " Mad Hatter , الغريب الأطوار , والمميز
بألوانه الكثيرة , وتصرفاته الغير متوقعة , إلى جانب إهتمامه بحفلة الشاي
التي لا تنتهي على مائدته الطويلة !
- ويقال أن " لويس كارل " قد إستوحى شخصية " صانع القبعات المجنون " من رجل يدعى ثيوفيلوس كارترTheophilus Carter , وقد كان تاجر أثاث غريب الأطوار , وكان يرتدي ملابس مميزة وقبعة طويلة مثل شخصية " صانع القبعات " في كتاب " مغامرات أليس " .
- الحقيقة ان صانع القبعات المجنون ليس
نتاج خيال الكاتب , فهو لم يكن شخصية خيالية إبتدعها " لويس كارل " إثناء
كتابته لمغامرات أليس , ولكن ذلك الإسم .. كان مشهوراً في القرنين الـ 18
والـ 19 الميلادي , فقد إرتبط هذا الإسم بصناعة القبعات , حيث كانت المصانع
تستخدم مادة نترات الزئبق السامة كجزء من عملية تصنيع وتحويل فراء
الحيوانات الصغيرة إلى فرو وإستخدامه في صنع القبعات , وقد بدأ إستخدام
الزئبق الغير عضوي على شكل نترات في فرنسا في القرن الـ 17 ومن هناك إنتشر
إلى إنجلترا , وبالطبع في ذلك الوقت من القرنين الـ 18 والـ 19 , لم تكن
معاير السلامة جيدة في المصانع , وكان العمال يتعرضون لأبخرة الزئبق لفترات
طويلة , ولذا فكان من المتوقع إصابتهم بالكثير من الامراض الجسدية
والعقلية , مثل السمية العصبية , وفرط التهيج , بما في ذلك الإصابة بالهزات
والرعشة في الجسم , فيما اطلق عليه " هزات صانع القبعات " “hatter’s
shakes” , وأصبح هذا المرض عموما يسمى " متلازمة صانع القبعات " mad hatter syndrome
- في ولاية "كونيتيكت" وهي ولاية تقع في
شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية , كانت تسمى تلك الهزات الجسدية
الناجمة عن الزئبق إسم " هزات دانبري " , نسبة إلى مدينة " دانبري " ,
والتي كانت مركزاً رائداً في صناعة القبعات خلال القرن الـ 19 وفي السنوات
الأولى من القرن الـ 20 أي قبل عام 1920 , ولكن تم حظر صناعة القبعات
بإستخدم الزئبق في عام 1940 في الولايات المتحدة الأمريكية .
- يعتقد الباحثون أن "بوسطن كوربيت"
Boston Corbett , وهو عامل في صناعة القبعات , وهو من قتل قاتل الرئيس
الأمريكي " إبراهام لينكولن " , أنه عانى من سوء الصحة العقلية بسبب تعرضه
لنترات الزئبق المستخدمة في صناعة القبعات عندما كان شاباً , حيث أصبح بعد
ذلك متعصب ديني عام 1858 , وقام بإخصاء نفسه بزوج من المقصات كوسيلة لكبح
شهوته , وبعد ذلك إلتحق بالخدمة في جيش الإتحاد خلال الحرب الاهلية , وبعد
إطلاق النار على الرئيس الامريكي " إبراهام لينكولن " في 14 إبريل , عام
1865 , في مسرح فورد في واشنطن , ذهب كوربيت وفرقته لتعقب القاتل , وقام
بعصيان أوامر القائد بالقبض على المجرم حياً , وقام بقتله , ولكنه أصبح بذك
بطل شعبي , وتمت تبرئته من قبل الجيش , ونال التقدير لكونه إنتقم لمقتل
الرئيس .
- وفي نهاية المطاف إستأنف عمله في صناعة
القبعات في شمال شرق البلاد , قبل أن ينتقل إلى كنساس في عام 1878, حيث عاش
حياته منعزلاً ووحيداً , ولكن تم إيداعه في مستشفى للأمراض العقلية بعدما
قام بتهدبد مجموعة من الناس في ستتهوس في كانساس بمسدس , وفي العالم التالي
هرب " كوربيت صانع القبعات المجنون " هذا من مستشفى الأمراض العقلية ,
وإختفى إلى الأبد .
فهل إستوحى " لويس كارل " شخصية صانع القبعات المجنون من هذا الرجل , أو من أقرانه صانعي القبعات الذين فقدوا عقولهم بسبب الزئبق ؟
إرسال تعليق